نور الفضيخ
04-13-2007, 05:15 AM
قوله تعالى: (عبس وتولى ان جاء الاعمى) قالوا: هذا العبوس والتولي عن الاعمى من قبل النبي(ص) هو من الذنوب الصغيرة، لذلك عاتبه ربه سبحانه وتعالى هذا العتاب الشديد قائلا له: (وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى). ان المتامل في هذه الاية وما بعدها يدرك بكل وضوح ان الخطاب فيها غير موجه للنبي محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.
فقد قال تعالى: «عبس وتولى»، والخطاب هنا غير دال على توجهها الى النبي(ص) بل يدل الخطاب فيها على انه موجه الى شخص آخر غير النبي، ولو كان الخطاب للنبي(ص) لقال:عبست وتوليت، اذا فالاية خبر محض لم يصرح فيها بالمخبر عنه. ولما كان المخبر عنه غيرالنبي فهو يصح على غيره من المسلمين، وقد اجمعت التفاسير على ان الذي جاء الى هذاالعابس والمتولي هو الاعمى ابن ام مكتوم، وقد وردت روايات تحكي قصة مجيئه الى الرسول وعنده قوم من كبار مشيخة قريش يحدثهم في شان الاسلام. فعبس الرسول بوجهه لانه كان حريصا على دعوة هولاء. وهذه الروايات تتناقض مع اخلاق النبي(ص) وعصمته وسيرته بين اصحابه وطبيعة دعوته التي كانت بدايتها بين الفقراء والمستضعفين.
وكذلك فهي تصف النبي بالعبوس في وجه من جاءه مسلما، وليس العبوس من صفاته صلى اللّهعليه وآله وسلم مع اعدائه، فضلا عمن جاءه يريد الاسلام واللّه تعالى يقول: (وانك لعلى خلق عظيم) .
والرواية تصفه بانه يتصدى للاغنياء ومشيخة قريش وصناديدها، ويتلهى عن الفقراء، وهذاايضا مناقض لصفات رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولقوله تعالى: (وما ارسلناك الارحمة للعالمين) . وقوله تعالى: (اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الايزكى) ففيه عتاب وتوبيخ اشد من قوله:
«عبس وتولى» لان الاستغناء من الغنى ووفرة المال، والمعنى: ان من كان غنيا تقبل عليه وتلاطفه وتحادثه، وتترك الفقير، وما عليك الايزكى، اي ليس عليك باس ان لا يتزكى حتى يبعثك الحرص على اسلامه. وانه لا يجوز ان يقال للنبي:
«وما عليك الا يزكى» فان هذا اغراء بترك الحرص على ايمان قومه فلا يليق بمن بعث بالدعاء والتنبيه، كما قال الفخر الرازي .
وقد قال ايضا: لا نسلم ان هذا الخطاب موجه للنبي(ص) لان هذه رواية احاد فلا تقبل في هذه المسالة، ثم انها معارضة بامور:
1- انه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي(ص) في قرآن ولا خبر مع الاعداءوالمعاندين.
2- وصفه بانه تصدى للاغنياء وتلهى عن الفقراء وذلك غير لائق باخلاقه.
3- انه لا يجوز ان يقال للنبي: «وما عليك الا يزكى» فان هذا اغراء بترك الحرص على ايمان قومه.
واعلم ان العبوس والتصدي للاغنياء دون الفقراء، والتلهي عمن جاء مسلما لفقره او عماه،وقوله تعالى: «وما عليك الا يزكى» كل ذلك يتعارض مع خلق وصفات رسول اللّه(ص) ومع صريح القرآن الكريم في الايات التالية:
1- قوله تعالى: (وانك لعلى خلق عظيم) .
2- قوله تعالى: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) .
3- قوله تعالى: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المومنين) .
4- قوله تعالى: (فاصدع بما تومر واعرض عن المشركين) .
قلت: اجمعت التفاسير على ان الاعمى هو عبداللّه بن ام مكتوم، لكنها اختلفت فيمن خوطب بالسورة ووصفه اللّه بتلك الصفات فقال بعضهم: هو النبي(ص) وقد تقدم بطلان نسبة ذلك اليه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وقيل ان المخاطب هو رجل من بني امية كان عندالنبي فجاءه ابن ام مكتوم فما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس واعرض بوجهه عنه فحكى اللّه قصته . وقيل ان ذلك الرجل هو عثمان بن عفان كان عند النبي(ص) وهو المعني بقولهم: رجل من بني
فقد قال تعالى: «عبس وتولى»، والخطاب هنا غير دال على توجهها الى النبي(ص) بل يدل الخطاب فيها على انه موجه الى شخص آخر غير النبي، ولو كان الخطاب للنبي(ص) لقال:عبست وتوليت، اذا فالاية خبر محض لم يصرح فيها بالمخبر عنه. ولما كان المخبر عنه غيرالنبي فهو يصح على غيره من المسلمين، وقد اجمعت التفاسير على ان الذي جاء الى هذاالعابس والمتولي هو الاعمى ابن ام مكتوم، وقد وردت روايات تحكي قصة مجيئه الى الرسول وعنده قوم من كبار مشيخة قريش يحدثهم في شان الاسلام. فعبس الرسول بوجهه لانه كان حريصا على دعوة هولاء. وهذه الروايات تتناقض مع اخلاق النبي(ص) وعصمته وسيرته بين اصحابه وطبيعة دعوته التي كانت بدايتها بين الفقراء والمستضعفين.
وكذلك فهي تصف النبي بالعبوس في وجه من جاءه مسلما، وليس العبوس من صفاته صلى اللّهعليه وآله وسلم مع اعدائه، فضلا عمن جاءه يريد الاسلام واللّه تعالى يقول: (وانك لعلى خلق عظيم) .
والرواية تصفه بانه يتصدى للاغنياء ومشيخة قريش وصناديدها، ويتلهى عن الفقراء، وهذاايضا مناقض لصفات رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولقوله تعالى: (وما ارسلناك الارحمة للعالمين) . وقوله تعالى: (اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الايزكى) ففيه عتاب وتوبيخ اشد من قوله:
«عبس وتولى» لان الاستغناء من الغنى ووفرة المال، والمعنى: ان من كان غنيا تقبل عليه وتلاطفه وتحادثه، وتترك الفقير، وما عليك الايزكى، اي ليس عليك باس ان لا يتزكى حتى يبعثك الحرص على اسلامه. وانه لا يجوز ان يقال للنبي:
«وما عليك الا يزكى» فان هذا اغراء بترك الحرص على ايمان قومه فلا يليق بمن بعث بالدعاء والتنبيه، كما قال الفخر الرازي .
وقد قال ايضا: لا نسلم ان هذا الخطاب موجه للنبي(ص) لان هذه رواية احاد فلا تقبل في هذه المسالة، ثم انها معارضة بامور:
1- انه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي(ص) في قرآن ولا خبر مع الاعداءوالمعاندين.
2- وصفه بانه تصدى للاغنياء وتلهى عن الفقراء وذلك غير لائق باخلاقه.
3- انه لا يجوز ان يقال للنبي: «وما عليك الا يزكى» فان هذا اغراء بترك الحرص على ايمان قومه.
واعلم ان العبوس والتصدي للاغنياء دون الفقراء، والتلهي عمن جاء مسلما لفقره او عماه،وقوله تعالى: «وما عليك الا يزكى» كل ذلك يتعارض مع خلق وصفات رسول اللّه(ص) ومع صريح القرآن الكريم في الايات التالية:
1- قوله تعالى: (وانك لعلى خلق عظيم) .
2- قوله تعالى: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) .
3- قوله تعالى: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المومنين) .
4- قوله تعالى: (فاصدع بما تومر واعرض عن المشركين) .
قلت: اجمعت التفاسير على ان الاعمى هو عبداللّه بن ام مكتوم، لكنها اختلفت فيمن خوطب بالسورة ووصفه اللّه بتلك الصفات فقال بعضهم: هو النبي(ص) وقد تقدم بطلان نسبة ذلك اليه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وقيل ان المخاطب هو رجل من بني امية كان عندالنبي فجاءه ابن ام مكتوم فما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس واعرض بوجهه عنه فحكى اللّه قصته . وقيل ان ذلك الرجل هو عثمان بن عفان كان عند النبي(ص) وهو المعني بقولهم: رجل من بني