منصور الجشي
12-26-2008, 04:03 PM
مرثية شيخ الخطباء
(الكاتب : الشيخ منصور الجشي ) -
صـمـت الـبـيــان ومــا الـرثــاء بـيــان
وفــم الـخـطـابــة مــلــؤه أشــجــان
مـن لـلـخـطـابـة بـعـد فـقـد زعـيـمـهـا
وشــمــوخ مــجــد قـــاده الــربــان
أمـجـادنــا تـحــت الـتــراب تـنـاثــرت
أيـعــاد مــجــد غــالــه الـحــدثــان
كـم مـن خـطـيـب مـصـقـع لـمـا مـضـى
نـبـكــي عـلـيــه ودمـعـنــا عـقـيــان
أيـقـظـت أفـئـدة الـقـلــوب فـألـهـبــت
لـمــا رحــلــت ودربــهــا حــيــران
نـفـضـت غـبـار رمـادهـا لـمــا قـضــت
نـفـس عـلــى ومــض الـجــراح كـيــان
حـمـلـت عـلـى رغـم الـتـغــرب والأســى
غـصـصـاً يـسـيــخ لـهـولـهــا ثـهــلان
عـشـقـتـك لـمـا أن رأت فـيــك الـهــدى
مـتـمــثــلاً والـحــجــة الـبــرهــان
وقــرعــت آراء الـخــصــوم مــســدداً
فـبـيـانــكــم لا يــزدريـــه بــيـــان
مـا مـلـت فـي شـرك الـسـيـاسـة جـانـبـاً
أو جـاذبــتــك لـمـنــصــب أوطــــان
بـل أنـت مـن فـوق الـمـنـابــر شـعـلــة
ومـن الـحـسـيــن الـعـاشــق الـولـهــان
قـرنــاؤكــم نــضــت دروب زعــامـــة
ويـحــوم حــول رؤوســهــا الـفــنــان
مــلأت لأجــل حـمـايــة فــي أرضـكــم
جـيـشـاً وتـهـتـف بـاسـمـهــا أعـيــان
نـشـأت عـلـى حـب الـزعـامـة كـي تــرى
وسـط الـمـحـافـل فـوقـهــا الـتـيـجــان
لـكـن سـتـدرك وهـي فــي لـمـعـانـهــا
أن الـسـيــاســة ربـحــهــا خــســران
ويـعـود كـل يـطـلــب الـمـجــد الــذي
آثــرتــه وجــمــالــه الـتــبــيــان
أو مـــا دروا أن الـمـنــيــة حـيـنــمــا
وافـتـك قــد زحـفــت لـكــم بـغــدان
وبـقـيـت تـحـيـا الـمـجـد وهـو زعـامــة
بـالـعـلــم تــرفــع ذكـــره الأزمـــان
فـاذا مـضـيـت فـسـوف تـبـقــى خـالــداً
وســط الـقـلــوب ورجـعــك الألـحــان
غـذيـت بـالـفـكـر الـعـقـول فـأوقـظــت
تـلــك الـعـقــول ومـابـهــا هــذيــان
عـشـقـتـك صـوتــا لـلـبـلاغــة رائــداً
ورعـتــك قـلــبــا هــديــه فــرقــان
سـتـون عـامـاً عـشـتـهـا مـتـجـلـبـبــاً
ذكــر الـحـسـيــن سـلاحــك الإيـمــان
مـنـذ الـشـبـيـبـة لـلـفـراســة تـرتــدي
ومــن الـغــري الـنـشــأ والـبـنــيــان
حـتـى إذا قـذفــوا بـكــم فــي شـاطــئ
والـمــوج هـــاج كــأنــه الـطــوفــان
قـدت الـسـفـيـنـة رائــداً لـشـمـوخـهــا
ولـقـد يـعـيـث بـحـمـلـهــا الـسـفــان
أوصـلـتـهــا بــر الأمـــان فـغـالــهــا
وغـــد دنــــئ غــــادر وجــبـــان
بـذلـوا لإعـطـاب الـسـفـيـنـة جـهـدهــم
وتـكـالـبــوا وحـلـيـفـهــم شـيـطــان
مــلأوا الـبــراري بـالـقـبــور وظـنـهــم
أن الـقــبــور مـآلــهــا الـنـســيــان
ورأيـــت أن صـلاحــهــا مـتــعــســر
وبـقـاؤكــم فــي دجــلــة خــســران
أي الـديــار سـتـحـتـفــي بـقـدومـكــم
أوهــل لـكــم بـعــد الـغــري مـكــان
فـرأيـت مــن بـعــد الـفــرات ودجـلــة
فـــي أرض راويـــة لـــك الـســلــوان
ولـمـسـت أنـك فـي الـغــري بـقـربـهــا
وبـقـرب زيـنـب يـحـصــل اطـمـئـنــان
فـبـمـسـمـع الـتـأريـخ لـمــا طـوحــت
قــدمــاك فــيــهــا أصــغـــت الآذان
لـولا الـعـقـيـلـة والـمــلاذ بـجـنـبـهــا
لـمـضـيـت لـم يـعـرف لـديــك كـيــان
ضـمـتـك واحـتـضـنـت عـلـى رغـم الأسـى
مــن شــردوا وعـفــت لـهــم بــلــدان
الـمـبـعـدون إلـى الـمـنـافـي لـم يـكــن
قـبـر الـعـقـيـلــة عـنـدهــم هـجــران
أدب وعــلــم واحــتـــواء حــضـــارة
عـصـريــة يـقــوى بـهــا الـبــرهــان
مـن ربـة الـخـدر الـبـيــان يـحـوطـكــم
وعـلــى الـمـنـابــر صـوتــك الـرنــان
هـذبــت بـالـفـكــر الـمــنــور أمـــة
وطـلـبـت مـنـهـا الـقــرب وهــو رهــان
وعــرضــت أقــــوالاً لآل مــحــمــد
حـتـى اسـتـمـيـل لـعـرضــك الـوجــدان
وأبـنــت أن الـحــق فــكــر ســاطــع
لا يـعـتــريــه الــريــب والــخـــذلان
كـنـت الـلـسـان لـشـيـعـة مـا حـرفــوا
كــلــم الإلــــه لأنــــه الــقـــرآن
كــلا ولا مــن يـعـشــقــون لــوحــدة
يـبـقــى لـســر رمـوزهــا الـعــنــوان
حـتــى إذا وهـنــت قـــواك وطـالــمــا
وهـنــت ولـكــن عـاقـهــا الإمــكــان
فـرجـعـت تـحــدو لـلـغــري مـفـارقــاً
قـبــر الـعـقـيـلــة والـجــوى حـــران
فـاسـتـقـبـلـتـك جـمـوعـهـا لـكـنـمـا
فــوق الأكــف كـأنــهــا الـطــوفــان
فـانـعـم بـأرض عـشـت فــي أفـيـائـهــا
وجــوار حـيــدر يـرقــد الـجـثــمــان
(الكاتب : الشيخ منصور الجشي ) -
صـمـت الـبـيــان ومــا الـرثــاء بـيــان
وفــم الـخـطـابــة مــلــؤه أشــجــان
مـن لـلـخـطـابـة بـعـد فـقـد زعـيـمـهـا
وشــمــوخ مــجــد قـــاده الــربــان
أمـجـادنــا تـحــت الـتــراب تـنـاثــرت
أيـعــاد مــجــد غــالــه الـحــدثــان
كـم مـن خـطـيـب مـصـقـع لـمـا مـضـى
نـبـكــي عـلـيــه ودمـعـنــا عـقـيــان
أيـقـظـت أفـئـدة الـقـلــوب فـألـهـبــت
لـمــا رحــلــت ودربــهــا حــيــران
نـفـضـت غـبـار رمـادهـا لـمــا قـضــت
نـفـس عـلــى ومــض الـجــراح كـيــان
حـمـلـت عـلـى رغـم الـتـغــرب والأســى
غـصـصـاً يـسـيــخ لـهـولـهــا ثـهــلان
عـشـقـتـك لـمـا أن رأت فـيــك الـهــدى
مـتـمــثــلاً والـحــجــة الـبــرهــان
وقــرعــت آراء الـخــصــوم مــســدداً
فـبـيـانــكــم لا يــزدريـــه بــيـــان
مـا مـلـت فـي شـرك الـسـيـاسـة جـانـبـاً
أو جـاذبــتــك لـمـنــصــب أوطــــان
بـل أنـت مـن فـوق الـمـنـابــر شـعـلــة
ومـن الـحـسـيــن الـعـاشــق الـولـهــان
قـرنــاؤكــم نــضــت دروب زعــامـــة
ويـحــوم حــول رؤوســهــا الـفــنــان
مــلأت لأجــل حـمـايــة فــي أرضـكــم
جـيـشـاً وتـهـتـف بـاسـمـهــا أعـيــان
نـشـأت عـلـى حـب الـزعـامـة كـي تــرى
وسـط الـمـحـافـل فـوقـهــا الـتـيـجــان
لـكـن سـتـدرك وهـي فــي لـمـعـانـهــا
أن الـسـيــاســة ربـحــهــا خــســران
ويـعـود كـل يـطـلــب الـمـجــد الــذي
آثــرتــه وجــمــالــه الـتــبــيــان
أو مـــا دروا أن الـمـنــيــة حـيـنــمــا
وافـتـك قــد زحـفــت لـكــم بـغــدان
وبـقـيـت تـحـيـا الـمـجـد وهـو زعـامــة
بـالـعـلــم تــرفــع ذكـــره الأزمـــان
فـاذا مـضـيـت فـسـوف تـبـقــى خـالــداً
وســط الـقـلــوب ورجـعــك الألـحــان
غـذيـت بـالـفـكـر الـعـقـول فـأوقـظــت
تـلــك الـعـقــول ومـابـهــا هــذيــان
عـشـقـتـك صـوتــا لـلـبـلاغــة رائــداً
ورعـتــك قـلــبــا هــديــه فــرقــان
سـتـون عـامـاً عـشـتـهـا مـتـجـلـبـبــاً
ذكــر الـحـسـيــن سـلاحــك الإيـمــان
مـنـذ الـشـبـيـبـة لـلـفـراســة تـرتــدي
ومــن الـغــري الـنـشــأ والـبـنــيــان
حـتـى إذا قـذفــوا بـكــم فــي شـاطــئ
والـمــوج هـــاج كــأنــه الـطــوفــان
قـدت الـسـفـيـنـة رائــداً لـشـمـوخـهــا
ولـقـد يـعـيـث بـحـمـلـهــا الـسـفــان
أوصـلـتـهــا بــر الأمـــان فـغـالــهــا
وغـــد دنــــئ غــــادر وجــبـــان
بـذلـوا لإعـطـاب الـسـفـيـنـة جـهـدهــم
وتـكـالـبــوا وحـلـيـفـهــم شـيـطــان
مــلأوا الـبــراري بـالـقـبــور وظـنـهــم
أن الـقــبــور مـآلــهــا الـنـســيــان
ورأيـــت أن صـلاحــهــا مـتــعــســر
وبـقـاؤكــم فــي دجــلــة خــســران
أي الـديــار سـتـحـتـفــي بـقـدومـكــم
أوهــل لـكــم بـعــد الـغــري مـكــان
فـرأيـت مــن بـعــد الـفــرات ودجـلــة
فـــي أرض راويـــة لـــك الـســلــوان
ولـمـسـت أنـك فـي الـغــري بـقـربـهــا
وبـقـرب زيـنـب يـحـصــل اطـمـئـنــان
فـبـمـسـمـع الـتـأريـخ لـمــا طـوحــت
قــدمــاك فــيــهــا أصــغـــت الآذان
لـولا الـعـقـيـلـة والـمــلاذ بـجـنـبـهــا
لـمـضـيـت لـم يـعـرف لـديــك كـيــان
ضـمـتـك واحـتـضـنـت عـلـى رغـم الأسـى
مــن شــردوا وعـفــت لـهــم بــلــدان
الـمـبـعـدون إلـى الـمـنـافـي لـم يـكــن
قـبـر الـعـقـيـلــة عـنـدهــم هـجــران
أدب وعــلــم واحــتـــواء حــضـــارة
عـصـريــة يـقــوى بـهــا الـبــرهــان
مـن ربـة الـخـدر الـبـيــان يـحـوطـكــم
وعـلــى الـمـنـابــر صـوتــك الـرنــان
هـذبــت بـالـفـكــر الـمــنــور أمـــة
وطـلـبـت مـنـهـا الـقــرب وهــو رهــان
وعــرضــت أقــــوالاً لآل مــحــمــد
حـتـى اسـتـمـيـل لـعـرضــك الـوجــدان
وأبـنــت أن الـحــق فــكــر ســاطــع
لا يـعـتــريــه الــريــب والــخـــذلان
كـنـت الـلـسـان لـشـيـعـة مـا حـرفــوا
كــلــم الإلــــه لأنــــه الــقـــرآن
كــلا ولا مــن يـعـشــقــون لــوحــدة
يـبـقــى لـســر رمـوزهــا الـعــنــوان
حـتــى إذا وهـنــت قـــواك وطـالــمــا
وهـنــت ولـكــن عـاقـهــا الإمــكــان
فـرجـعـت تـحــدو لـلـغــري مـفـارقــاً
قـبــر الـعـقـيـلــة والـجــوى حـــران
فـاسـتـقـبـلـتـك جـمـوعـهـا لـكـنـمـا
فــوق الأكــف كـأنــهــا الـطــوفــان
فـانـعـم بـأرض عـشـت فــي أفـيـائـهــا
وجــوار حـيــدر يـرقــد الـجـثــمــان