وقوف الإمام عليه السلام على قبرها
انتهت مراسم الدفن فلما نفض الإمام يده من تراب القبر هاج به الحزن فقد بضعة الرسول وزوجته الودود التي عاشت معه الصفا والطهارة والتضحية ، وتحملت من اجله الاهوال والصعاب فواغوثاه ... من هظمها .. من آلامها ... من تصدع قلبها ... وأغوثاه من كسر ضلعها ... واسوداد عضدها ... واسقاط جنينها ... ولكن .
[poem font="Simplified Arabic,5,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لكـل اجتماع من خليلين فرقة = وكـل الذي دون الممات قليل
وان افتقادي فاطم بعد احـمد = دليل على ان لا يـدوم خـليل[/poem]
فأرسل دموعه على خديه ، وحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك ، والبائنة
في الثرى ببقعتك ، المختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل ـ يا رسول الله عن صفيتك صبري وضعف عن سيدة النساء تجلدي ، إلاّ ان في التأسي لي بسنتك ، والحزن الذي حل بي لفراقك ، موضع التعزي ، ولقد وسدتك في ملحودة قبرك ، بعد ان فاضت نفسك على صدري ، وغمضتك بيدي وتوليت امرك بنفسي ، نعم ، وفي كتاب الله انعم القبول ، انا الله وانا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة ، واخذت الرهينة ، واختلست الزهراء ، فما اقبح الخضراء والغبراء ، يا رسول الله . اما حزني فسرمد ، واما ليلي فمسهد ، لا يبرح الحزن من قلبي او يختار الله لي دارك التي انت مقيم ، كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان ما فرق الله ( بيننا ) ، وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظافر امتك علي ، وعلى هضمها حقها ، فاستخبرها الحال ، فكم من عليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول ، ويحكم الله وهو خير الحاكمين . سلام عليك يا رسول الله ، سلام مودع لاسئم ولا قال ، فان انصرف فلا عن ملالة وان اقم فلا عن سوء ظني بما وعد الله الصابرين ، الصبر أيمن واجمل . ولو لا غلبة المستولين علينا ، لجعلت الرزية ، فبعين الله تدفن ابنتك سرا ، ويهتضم حقها قهرا ، ويمنع ارثها جهرا ، ولم يطل العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، فالى الله ـ يا رسول الله ـ المشتكى وفيك اجمل العزاء ، فصلوات الله عليها ورحمة الله وبركاته
وروي ان عليا عليها السلام سوى قبرها مع الأرض مستويا ، وقيل : سوى حواليها قبورا مرورة سبعة حتى لا يعرف احد قبرها ، وروي انه رش اربعين قبرا حتى لا يبين قبرها من غيره من القبور خوفا من الاعداء . فلما اصبح الناس اقبل عمر وأبو بكر والناس يريدون الصلاة على فاطمة عليها السلام . فقال المقداد : قد دفنا فاطمة عليها السلام البارحة
فالتفت عمر إلى ابي بكر فقال : الم اقل لك ، انهم سيفعلون
قال العباس : انها اوصت ان لاتصليا عليها
فقال عمر : لا تتركون ـ بني هاشم ـ حسدكم القديم لنا أبدا ان هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب والله لقد هممت ان انبشها فاصلي عليها فقال علي عليه السلام : والله لو رمت ذاك لارجحت اليك يمينك ، لئن سللت سيفي لا أغمدته دون ازهاق روحك ، فانكسر عمر وسكت وعلم ان علياً اذا حلف صدق يالله يا رسول الله ياعلي يازهرااااااء
ياصاحب الزمان